المدرسة الاميرية للحرف التقليدية

التعاون مع المدرسة الاميرية للحرف التقليدية
أقيم برنامج المدرسة الأميرية للفنون التقليدية  بالقاهرة فى قصر الأمير طاز بمناسبة زيارة أصحاب السمو أمير ويلز ودوقة كور نوول لمصر فى مارس 2006 وقد بدأ البرنامج بورشة عمل لمدة أربعة أيام تحت عنوان « مبادىء التصميم الإسلامى -تجديد المبادىء التقليدية فى التصميم المعاصر فى الفترة من 18: 21 مارس وتبعه معرض لأعمال المدرسة الأميرية للفنون التلقيدية افتتحه صاحب السمو الملكى أمير ويلز ودوقة كور نوول والسيد  فاروق حسنى وزير ثقافة مصر .
والمدرسة الأميرية تعد واحدة من أهم المدارس والمراكز المهتمة بالحرف التراثية على مستوى العالم وتقوم بأعمالها تحت رعاية سمو الأمير تشارلز .
وفى هذا المعرض الذى اقيم بقصر الأمير طاز تم الاتفاق بين وزارة الثقافة ممثلة فى صندوق التنمية الثقافية والمدرسة الأميرية بعمل برتوكول تعاون بين المدرسة ومركز الخزف بالفسطاط ، حيث تم الاتفاق على عمل سلسلة من ورش العمل لتدريس المبادىء الأساسية للهندسة التقليدية لجميع الحرفيين والفنانين من أجل مساعدتهم  على تفهم عملية التصميم لنماذج مستوحاة من الطبيعة وتدريبهم على التصميمات الزخرفية النباتية حيث سيقوم كل دارس باستخدام يديه فى تحسين الخطوط والمنحنيات لتكوين نماذج من الزخارف النباتية والأرابيسك .
وقد قامت المدرسة بعمل عدد خمس ورش عمل على مدار عام كامل مشتمله على كافة انواع التدريبات التىتهدف إلى رفع كفاءة الحرفيين والفنانين فى المجالات التقنية والفنية.
 
 -الـورشـة الأولـي :
بدأت أول ورشة عمل مع معهد الأمير تشارلز فى الفترة من 28/5/2006 حتى 22/6/2006 وقد ظهر منذ  بداية الورشة مدى الجدية ووضوح الرؤية من الجانب الإنجليزى وقابله تعاون وترحيب من الجانب المصرى حيث بدأت هذه الورشة مواكبة لانطلاق مرحلة جديدة فى عمل المركز بعد انضمامه لصندوق التنمية الثقافية.
وبدأت بمحاضرات للدكتور بول(كبير معلمى الجانب الإنجليزى) عن الزخرفة الإسلامية وفلسفتها وكانت لهذه المحاضرات أهمية كبيرة فى التواصل مع الجانب العملى حيث كان هناك ربط بين العنصر الطبيعى  والنباتى وعلاقته بالزخرفة الهندسية ومحاولة قراءة جديدة للزخرفة الهندسية .
وقد استفاد جميع المشاركين من هذه المحاضرات استفادة كبيرة فقد شعر كل متدرب أن الفرصة قد واتته للمشاركة فى مرحلة التصميم للعمل الذى يقوم بتنفيذه ، فالعديد من الحرفيين فى ذلك الوقت كانوا لا يستخدمون الرسم كأساس يبنون عليه أعمالهم ولذلك، وتعلمهم لمبادىء الهندسة عمل على تشجيعهم على تحسين المستوى ومراعاة الدقة والحرفية فى أعمالهم كما سينعكس الرسم المبدئي الجيد على جودة المنتج النهائى .

بعد مرور الأسبوع الأول بدأ الجانب العملى للورشة  بتجهيز خامات للعمل من أنواع طينات مختلفة للتوصل إلى أنسب خامة يمكن التعامل معها بأدق النسب وقد تم التوصل إلى هذا المستوى ، وقد ذكروا هذا فى تقريرهم الذى أرسلوه بعد نهاية الورشة.
وقد كانت هناك العديد من المصاعب والمشكلات فى هذه الفترة يمكن حصرها فى الآتى :
1- عدم صلاحية الأفران الموجودة حيث كان بها مشاكل عديدة وتحتاج إلى صيانة .
2- وجود بعض الحرفيين غير المتخصصين فى الخزف فى صفوف العاملين بالورشة وعدم تخصصهم فى الجانب العملى للخزف وظهور هذا فى بعض المنتجات .
3- قصر فترة التدريب الأمر الذى كان يحول دون الخروج  بنتيجة جيدة . هذا عن الصعوبات والمشاكل التى كانت موجودة أما مميزات هذه الورشة فيمكن إجمالها فى الآتى :
1-فتحت آفاقاً أمام العاملين فى المركز للوقوف على جانب آخر من المنتجات لم يكن مطروحا وهو البلاط اليدوى حيث كان يستعمل البلاط الجاهز من قبل
2- تعلم مهارات جديدة فى الرسم والزخرفة.
3- التعرف من الجانب الإنجليزى على الإمكانات الفنية للعاملين بمركز الخزف ومحاولة توظيف هذه الإمكانات بالشكل الأمثل.
4- كان ضمن هذا الفصل الدراسى تدريبات على الرسم ومنحنيات الرسم باستخدام كل من القلم الرصاص والفرشاة، وقد ساعدتهم الخلفية الهندسية على فهم وتنفيذ النسب الصحيحة .
5- ولقد أظهر المعـرض الختــامى مـدى نـجاح التجربة التى قام بها المدربون والمتدربون على حد سواء كجماعة أو كأفراد .  وقد ذكروا هذا فى تقريرهم بعد ذلك الذى تميز بالصراحة وعدم المبالغة .
 
وانتـهـــت الورشــة إلــى نتائـج إيجــابــية  بــدت ملامحها على العاملين بالمركز وتم تكليف المركز بمهام وأعمال يتم إنجازها فى الورشة القادمة وكان من ضمنها :
1-صيانة الأفران الموجودة بالمركز حيث تم صيانة عدد 4 أفران صيانة كاملة وتم تزويدهم بوحدة ميكروبرسيسور والعمل فى باقى الأفران حيث أنه كانت لا توجد وسيلة دقيقة لقياس درجات الحرارة والتحكم فيها .
2-ضرورة تدعيم المركز بكوادر فنية وحرفية للتواصل مع الموجودين وقد تم هذا .

- الـورشـة الثانـية :  
وبدأت فى الفترة من 3/9/2006 حتى 21/9/2006 وكانت أول تجربة عملية بين النتائج التى توصلنا لها من خلال الخامات وتجارب اللون وأيضا تطوير الأفران حيث كان قد تم الانتهاء من تطوير الأفران وتم تجربتهم وأثبتوا كفاءة .
أما على مستوى الخامة فقد تم التوصل إلى الخامة المناسبة لهذه النوعية من المنتج وقد استمر العمل بها بنجاح حتى الآن . وقد تم التوصل إلى تجارب لونية جيدة فى البلاطات المثلثة الملونة وتم عمل بالته ألوان خاصة بالمركز تعتمد أساساً على الخامات المصرية . وأيضا تم استخدام تقنية البلاطات المحفورة والوصول إلى نتائج جيدة .
وعلى الجانب الآخر أقيمت فى مركز الحرف ورشة عمل مع العاملين فى قسم الصدف على العمل بقشرة الخشب وهى نوعية لم تكن مدرجة فى أعمالهم من قبل وكانت صعبة فى بداية العمل لعدم إدراكهم أهميتها وقد تم استيعابها وتم الخروج بنتائج جيدة
وكان من نتائج الورشة الثانية :
1-التأكيد على أهمية ثبات مصدر الخامات فى صناعة البلاط للوصول إلى مواصفات قياسية. 2-بدأ وجود رؤية محددة للمنتج (البلاط المرسوم) وتأكيده .
3-انعكاس تطوير الأفران على جودة المنتج .
4-البدء فى إدخال عناصر أخرى فى التجارب مثل الأطباق
 
الـرؤيـة المـستقبـلـية للـورشـة :
 
بدأت يوم 26/11/2006 وتم الخروج منها بالتوصيات والملاحظات الأتية :
1-يجب أن يتم  دعم التجارب الناجحة ومحاولة التأكيد عليها وعمل إنتاج كمى منها ومحاولة توظيفه معماريا واستخدامياً وبخاصة تجارب البلاط اليدوى .
2-يجب أن يستمر التطوير بنفس المعدل ليشمل النواحى الإنتاجية مثل المنتجات المشكلة على الدولاب وقد بدأ التطرق له عملياً من حيث الفورم ونسبة و نوع الطينة المشكلة منها وتركيبها والتلوين والزخرفة .
3- ضرورة إنشاء قسم للتصميمات الفنية ودعمه بما يتطلبه من أجهزة ومعدات وكوادر فنية ومكتبة متخصصة .
4-الاستمرار فى مبدأ تنوع وتعدد المدربين من الجانب الإنجليزى بما له من جوانب إيجابية تؤدى إلى تعدد الأفكار والخبرات والمهارات .
5-التركيز على الزخرفة اليدوية المباشرة باستخدام الفرشاة مباشرة وهو ما يتوقع التوصل إليه . ولقد بذل الجانب الإنجليزى جهداً كبيراً فى تطوير أداء العاملين بالمركز من حرفيين وفنانين وكان من ضمنهم حرفيون كانت تلك الورشة بمثابة أول تجربة لهم مع الورقة والقلم ومع الزخرفة بشكل عام وأصبح لهم تصميمات خاصة بهم لم يتخيلوا أنهم سوف يقومون بعملها وهذا بفضل توجيهات الدكتور بول وسلاسة أسلوبه فى توصيل وتحليل الزخارف .
أما كاتيا (إحدى أعضاء الجانب الإنجليزى) فقد قامت بتأثير مباشر وحيوى فى تطوير التقنيات الفنية من جليزات وبطانات وخلطات ساهمت بشكل كبير فى تطوير أداء الحرفيين والفنانين بالمركز وذلك بالوصول إلى أدق النسب لهذه الخلطات .
وقامــت دلفيــنا (إحــدى أعـضاء الجــانب الإنجليزى) أيضاً بدور كبير فى عملية التصميم الهندسى والنباتى للوصول لأفضل التصميمات لتنفيذها على البلاطات ، كما قامت بتدريب المتدربين على استخدام الفرشاة والقلم الرصاص للحصول على خطوط متنوعة فى السمك واللون وعلى الورق فى البداية ثم على البلاط بعد ذلك.

- االـورشـة الثـالـثة :
 بدأت فى الفترة من 26/11/2006 – 21/12/2006 وتم فيها تطبيق الشبكات الهندسية على الأطباق.

- الـورشـة الـرابعـة:

 بدأت فى الفترة من 11/2/2007 – 21/2/2007 ،28/2/2007 وتم فيها تطبيق الرسم على الوزرات وعمل تصميمات مبسطة على بلاطات خزفية وتلوينها بالطلاءات الزجاجية .

 

- الورشة الخــامسة :

في الفترة من 20/4/2007 إلى 30/4/2007

حضرت مجموعة من طلاب المدرسة الأميرية مكونة من 25 طالباً وتم عمل زيارات لمجموعة  من المزارات كان الهدف من هذه الزيارات انتقاء مجموعة من الوحدات لاستخدامها في تصميم مجموعة من المحاريب.

كونت خمس مجموعات مشتركة من بين طلاب المدرسة الاميرية وفناني مركز الخزف لتصميم خمسة محاريب واختيار الجيد منها لتنفيذه، وبالفعل تم تنفيذ ثلاثة محاريب بخامات مختلفة أحدهم منفذ بالقشرة والآخر من الجبس والثالث من الخزف.
أهـداف مـراكـز الحـرف :
1- يلتزم المركز بتحقيق أعلى المستويات التقنية والجمالية لإبداع منتجات فائقة الجودة تحافظ على موروثات الشعب من الفنون والحرف التقليدية التى تعبر عن أصالته وعراقته حيث يقوم بعمل منتجات تجمع بين الأصالة ومتطلبات العصر الحديث .
2- استثمار القوى البشرية القائمة على هذه الحرف وذلك بالاهتمام بحل ما قد يصادفهم من مشكلات ورفع مستواهم وتحسين ظروف عملهم وتقوية انتمائهم للمركز مما يعود بالفائدة على الحرف والحرفيين .
3- تدريب وتخريج أجيال جديدة من حملة الموروثات الفنية والوصول بهم إلى المستوى الرفيع الذى يسمح لهم بتحمل مسئولية إحياء التراث .
4- تحقيق نوع من الارتباط بين المنتجات التى يقوم بها المركز بتصنيعها وبين آليات السوق وذلك هو المقياس لنجاح المركز فى تأدية رسالته وذلك من خلال عمل منتجات يتم تسويقها محلياً وخارجياً.
5- المحافظة على الحرف التراثية من الاندثار وذلك بالبحث الدائم فى التراث والتاريخ ومحاولة إحياء هذه الفنون التراثية لتصبح مراكز الحرف مرجعية لتوثيق المنتجات التراثية .
6- تقوم المراكز أيضا بتطوير الصناعات الحرفية فنيا وتكنولوجيا من خلال تزويد المراكز بالماكينات والمعدات الحديثة والأفران المطورة .
7- فتح أفاق جديدة أمام العاملين بالمراكز من الحرفيين والفنانين للتواصل مع العالم الخارجى وذلك من خلال الاتصال بمراكز الحرف العالمية الأخرى مثل مركز الأمير تشارلز للحرف التراثية بإنجلترا والذى يقوم بعمل ورش عمل فى المركز ليكون لدينا جيل من الحرفيين والفنانين ملماً بكافة الثقافات الخارجية وقادر على تطوير نفسه فنياً وتكنولوجياً .