مـركـز الـحرف التـقليـدية

مـركـز الـحرف التـقليـدية

لقد ارتبطت الحرف التقليدية دائماً بمدى الازدهار الاقتصادي واهتمام الحكام بتأكيد دعائم حكمهم من خلال بناء المساجد والأسبلة والوكالات وغيرها من الأبنية التي كانت تستلزم جمعاً من الحرفيين المهرة في مختلف أفرع الفنون الحرفية وكانت هذه الحرف موضع اهتمام شيوخ الصنعة والحرفيين أنفسهم ولا يبوح (الحرفي بأسرارها إلا للمقربين). وكان قد تم وضع حجر الأساس لمركز الحرف في نفس اليوم الذي تم فيه افتتاح مركز الخزف بالفسطاط حيث كانت هذه الحرف تمارس من قبل في وكالة الغوري ، ذلك المبنى الأثري المهم الذي تم دخوله في مرحلة ترميم شاملة فكان لابد من نقل الحرفيين من الوكالة إلى مكان آخر بديل حيث تم البدء في هذا المركز بعد الافتتاح مباشرة وقد تم الانتهاء منه سنة 2005

ويحتوى مركز الحرف على الأقسام الآتية

 قـسـم الـنجـارة

ويحتوى هذا القسم على كافة أعمال النجارة من ماكينات وتجميع وخرط عربى وأركيت وصدف وأستر ، ويقوم هذا القسم بعمل كافة أنواع النجارة

 العربى و التى تشتمل

     لخرط اليدوى العربى

قامت هذه الحرفة الفنية على تشكيل الأخشاب بخرطها يدوياً إلى قطع مختلفة الأحجام والأشكال منفصلة أو متصلة فى عمود ، ويتم تجميع هذه القطع بتعشيقها فى بعضها البعض بدون مواد لاصقة حتى تصبح صالحة للاستخدام فى عمل المشربيات والنوافذ والسوائد وقطع الأثاث . وللخرط أسماء وطرز كثيرة منها «الكنايس» وذلك لارتباطه بالكنائس قبل الإسلام وتتفاوت قيمة المخروط تبعا لحجم قطعه الخشب المخروطة فكلما كانت صغيرة ودقيقة اكتسبت قيمة فنية أكبر ، وأيضاً مع استخدام تنويعات لونية باختلاف نوع الخشب المستخدم

   التطعيم بالصدف

فن التطعيم هو تثبيت مواد منتقاه فى مكان يتم حفره على السطح الخشبى بهدف تجميله بزخارف معينة ، ومن أهم المواد المستخدمة فى التطعيم (الصدف والعظام بأنواعها والأخشاب الثمينة كالأبنوس والخشب الأحمر والنحاس والفضة) .

وكان التطعيم والترصيع فناً شائعاً فى شرق العالم الإسلامى وغربه على السواء طوال العصور المختلفة، حيث استخدم هذا الفن فى صناعة الأبواب والمناضد والصناديق والالآت الموسيقية وكانت دمشق من أهم مراكز التطعيم .

واحتلت  فنون التطعيم مكانا مرموقاً بين الفنون الحرفية الأخرى لارتباطها بالنجارة العربية منذ بداية الحضارة الإسلامية فى مصر

 

الأويما الحفر على الخشب

ويشمل الحفر الغائر والبارز فى الخشب لخلق لوحة من الزخارف التقليدية الهندسية والنباتية

 

 الـزجـاج الـمـعـشق بالـجـبس

تعتبر هذه الحرفة من أهم الحرف التى كانت تميز العصر الإسلامى سواء على مستوى الحياة الدينية أو العمارة المدنية وكانت تصنع من الرخام الرقيق الذى يتميز بشفافية مع انعكاس ضوء الشمس. وتطورت بعد ذلك حيث صنعت من الجبس المفرغ بدون زجاج على هيئة زخارف هندسية ، وتم إضافة زخارف نباتية وكتابية وبعد ذلك تطورت بإضافة قطع من الزجاج الملون لسد الفراغات فزادتها جمالا وأضفت على التكوين الهندسى إبهاراً. ويعتبر جامع أحمد بن طولون نموذجاً للزخارف الهندسية المفرغة الخالية من الزجاج المعشق . وانتشر بعد ذلك هذا الفن فى العصر الفاطمى والعهد الأيوبى والعصر المملوكى والعثمانى . ومن أشهر الأماكن الزاخرة بهذا الفن مسجد الصالح طلائع وضريح نجم الدين أيوب ومجموعة السلطان قلاوون ومدرسة جوهر القنقبائى

 قـسـم الـحلـي

لقد ترك لنا الأجداد روائع من الحلى ومن الأدوات الحياتية تحمل الكثير من القيم الجمالية والحس الفنى المنعكس فى صناعة متقنة دقيقة . وكان الفنانون المصريون يتوارثون هذه الصناعة الفنية مع تنوع أسلوب الأداء عبر العصور بالإضافة إلى ربطها بالمعتقدات المتنوعة طبقاً للتركيبة الاجتماعية للشعب المصرى وما طرأ عليها من تحولات . والحلى من الفنون التى ترتبط بالمجتمع ارتباطاً وثيقاً فأشكالها ومدلولوتها مستمدة من رمزية المعتقدات أو من عناصر الطبيعة المنتشرة فى البيئة .

لأن مصر بلد ذات حضارة عريقة وأكثرها استمراراً ونمواً أو ثراءً وتعتبر فنون الحلى فى مقدمة  الفنون التى برع فيها الفنان المصرى القديم من خلال أساليب اللحام والطرق والكبس والحفر والنقش والتفريغ والتشكيل والشفتشي المفرغ أو الملحوم على قاعدة حيث كانوا يشكلونها بمهارة فى التصنيع والتطعيم بالعجائن الزجاجية والمينا  وفى العصر القبطى اعتمدوا على التشكيل البارز والغائر وفى العصر الإسلامى استخدموا أسلوب  التكفيت بالذهب على الفضة أو العكس أو النحاس أما بالنسبة للحلى الشعبى فقد استخدموا تقنية البارز والغائر وتركيب الأحجار وحتى الآن ما زالت الأساليب اليدوية مستخدمة فى تصنيع الحلى

 

الـخيـامـيـة

تعتبر حرفة الخيامية من الحرف القديمة تاريخيا حيث ترجع  للعصر الفرعونى ونرى ذلك بوضوح  فى بعض الملابس الفرعونية المزخرفة بشرائط مضافة عن طريق التطريز مثل رداء توت عنخ آمون الموجود بالمتحف المصرى . ثم استمرت بعد ذلك فى العهدين اليونانى والرومانى واستمر الأقباط يعملون بالحرفة تحت الحكم العربى أيضا

ويحكى المؤرخون أن صناعة الخيام قد بلغت رقيا كبيرا قبل الفتح العربى فى الحضر والبادية على حد سواء وظهرت كساوى الأضرحة المطرزة بكتابات مثل «لا إله إلا الله» كذلك المعلقات الحائطية وأيضا ظهرت المفارش والستائر ذات الزخارف الدقيقة المنفذة بطريقة الإضافة

وكان العصر المملوكى هو قمة الازدهار لحرفة الخيامية فى ظل تسابق الأمراء والسلاطين على اقتناء كل غالٍ وثمين. ويعتبر شارع الخيامية بالقاهرة التاريخية معقل حرفة الخيامية

 

 

قـسـم الـنـحـاس

ويحتوى هذا القسم على أعمال النحاس من طرق على النحاس والنقش على النحاس والأركيت والتكفيت بالفضة والتلميع ويضم هذا القسم مجموعة من الحرفيين على أعلى مستوى